الاثنين، 7 فبراير 2011

ماذا بعد ميدان التحرير ؟

.. ندخل الاسبوع الثاني ولازال الشعب المصري يفترش ميدان التحرير .. فيما يقبع الرئيس المخلوع في القصرمتشبتا بما تبقى له من حق في استكمال مدة الرئاسة .. مبارك عنيد وراسه ناشف ..سيبقى ..والمتظاهرون أعند منه وسيرابطون هناك ... مصر كلها انكمشت في ميدان التحرير .. كل الاطياف توحدت في ميدان التحرير .. المسلم يحرس المسيحي واليساري يعانق اليميني .. عوض الذي كان ينام على الرصيف اصبح في مأمن فهو ينام بين اهله في وسط الميدان .. نعمات هي الأخرى بنت خيمتها مع اولادها في الميدان .. توفيق استثمر وقته واستغل الفرصة ليبيع الشاي للمعتصمين , وحسنين يبيع ساندويشات الفول فالحركة الاقتصادية نشطة في الميدان اكثر من نشاطها في البورصة .. فالطبيب يعمل والمدرس يعمل وكل وجد ضالته .. صرّحت امرأة مصرية كبيرة في السن انها ستبقى في الميدان حتى رحيل مبارك , ولو تطلب الأمر 100 عام !! يا الله !
فلنتخيل كيف ستكون الاوضاع في حال عاش الرئيس واكمل ولايته دون ان يرحل ..
سيتم تنظيم ميدان التحرير .. وتفتح فيه ممرات للمشاة .. وخيمة استقبال للضيوف المهنئين والمؤازرين .. سيكون لهم سوق خاص على طرف الميدان , وجزء من الميدان يخصص للاطفال كملعب , وقد يتبرع احدهم بتدريس ابناء المعتصمين فيفتح لهم مدرسة , وقد يعجب رامي بجارته في الخيمة المقابلة فتزف اليه في الميدان وسط المرابطين والاحباب .. وقد يتطلب الامر مزيدا من التنظيم فيتم اختيار شخص مسؤول عن المعتصمين ليتحدث بإسمهم .. فينادى به رئيسا لجمهورية الميدان .. ثم يشكل حكومة لميدان التحرير من المتواجدين .. ويتم تعيين رجال امن وحماية للتصدي للهجمات الخارجية .. سيعيش اهل الميدان حياة مستقرة ..الى ان يتم القاء القبض على وزير التموين في الميدان وهو يحاول دس وجبة كنتاكي الى خيمة اولاده .. فتقوم المظاهرات من جديد للمطالبة بمحاسبة الوزير واقالة الحكومة .. ثم يطلب المتظاهرون اسقاط رئيسهم في الميدان .. ويتم لهم ذلك .. فيما الحياة خارج الميدان تسير بشكلها الطبيعي .. وحسنى قاعد عالكرسي ..

السبت، 5 فبراير 2011

اخلعوه من جذوره ..

.. ما همّ الا همّ العرس وما وجع الا وجع الضرس ..
ضرس العقل هو الأكبر والأقوى والأكثر تأثيرا على الفك .. فهو يبرز في مرحلة انتقالية بين المراهقة والشباب , ومنذ ظهوره حتى استكمال مدة نموه يسبب المشاكل والألم .. نعتمد عليه في الطحن .. لكن اذا ما كان ضرره اكثر من نفعه فلا مناص من التخلص منه ( خلعه ) .. وحتى في خلعه من مكانه نعاني .. فهو ملتحم بالفك .. عصي على الخلع .. عنيد .. لكن كما قال المثل : (( وجع ساعة ولا وجع كل ساعة )) اخلعه واخلع وجعه معه ..سيكون عليك التغاضي عن ابرة التخدير ..تحمل وخزتها الأولى ولا تلتفت .. وحتما سنواجه الألم وستراق الدماء من اللثة والفك .. وقد يكون تأثير الوجع موصولا الى الاضراس المقربة منه .. لكنك تنشد الحرية والخلاص .. يجب ان تصمد وتثبت رجولتك .. سيحاول الطبيب بكل ما أوتي من قوة وعزم وسيستخدم العدة اليدوية .. سيضرب ويخلخل ..الى ان ينهار الضرس .. ويسقط ..ويرمى في سلة المهملات .. ستعاني بعد هذه العملية لعدة أيام .. لكن بعد ذلك ستشعر براحة تامة لأنك خلعته وخلعت وجعه معه .. وما أكبر الشبه بين ضرس العقل .. وبين رئيس دوله يلتصق في كرسيه منذ ثلاثة عقود .. فهو يحتاج اكثر من ابرة مورفين .. واكثر من ضربة في المطرقة .. وعلى ما يبدو انه بدأ يتخلخل .. وقريبا سيرمى في سلة المهملات ..