الأحد، 16 أكتوبر 2011

حينما كانت النساء نساء ..

.. رغم اني لا زلت في سن الشباب إلا أنني أدركت أذيال الأيام الماضية .. لا أدعي بأنني شاهدت ( قوس قزح بالأبيض والأسود , ولا انني عرفت البحر الميت ايام كان مريض , ( ايام زمان ) التي يتغنى بها من خط الشيب بقايا (شواربه ) .. ايام كانت النساء نساء , وكان الرجال رجال , عندما كانت المرأة ( حلّابة ولّادة , دوّاسة عتمة وطعّامة زاد ) .. كانت كل مهام البيت تقوم على عاتقها , تستيقظ عند صياح الديك الذي لا تستطيع توقيته بمزاجها ولا إخراسه من أجل ( غفوة ) فهو ليس ديك ( نوكيا ) .. تبدأ نهارها بسعادة والنشاط يملأ جنبات البيت , وتتوجه الى المطبخ دون حاجتها للوقوف 3 ساعات أمام المرآة , فيكفيها أن تتوضأ وتمسح وجهها بالرحمن ليكون أكثر إشراقا ونضارة دون استخدام ( غارني او فير آند لفلي ) , همّتها تحرك بلد ويديها التي تشققت من عمل البيت أنعم من بشرة طفل يستخدم ( فازلين جل ) , مكياجها الماء و ( مسكارتها ) كحل الحجر وخدها لا يحتاج ( كريم أساس ) ولا ( معجونة ناشونال ) , كنت اراقب أمي وهي تسخن الماء على ( البابور ) من أجل حمامي الأسبوعي يوم الجمعه , كانت تضع ملابسي في ( الطشت ) لتستفيد من الصابون والماء في ( النقع ) , وكان الغسيل يدوي لا تمسه الآلات , بينما سمعت أن هناك أمرأة تركت بيت زوجها لعدم وجود ( غسالة أوتوماتيك ) يرحم جدها اللي كان يقاتل الحمار على قشر البطيخ , كانت امي تخبز لنا كل يوم على ( الفرن ) او ( الصاج ) فيما نساء اليوم قد تنام بالجوع لو نسي المحروس شراء الخبز من الفرن الآلي , وقد نسيت أن جدها كان يحرق اصابعه ليشمّ رائحة اللحم , كانت أمي ( تنشل ) الماء من البئر , واليوم لا نشرب الماء الا من ( الكولر ) , لم تكن المرأة تخرج من بيتها إلا لتعزي قريب او تفرح لحبيب , أما اليوم فلا تجلس في بيتها الا لقضاء اربعين زوجها .. كان كل همّها أن تربي اولادها لينجبوا لها أحفادا تستمتع بتربيتهم , والمرأة اليوم قد لا ترى ابناءها بقدر ما ترعاهم ( السيرلانكية ) , ماذا عساني اقول ؟ فنحن نعيش في زمن تحول فيه كل شيء , ويرحم ايام ما كانت ( بلاك بيري , و اورانج , وأبل ) فواكه , فلا أساس للمقارنة ولا يمكن التشبيه .. فلكل مقام مقال ولكل زمان ( نساء ) .. ولو كان النساء كمثل هذه لفضلت النساء على الرجال .. فما التأنيث لأسم الشمس عيب .. ولا التذكير فخر للهلال ..