السبت، 15 مارس 2008

خطأ مطبعي ...

। । । سيتم تخصيص زاوية لرسوم الكاريكاتير ضمن هذه المدونة ان شاء الله

انا من الجيل المحروم

ثمة وجه شبه بين الماضي البعيد والحاضر المستمر بالنسبة للبيئة التي عاشها الأطفال من حيث تنمية الذات حيث كان العلم المتوفر في الماضي غزيراً بالرغم من تواضع وسائله واساليبه , فقد كان الطفل يبلغ سن العاشرة وهو متمكن من حفظ القران والحديث والسنة والفقه واللغة والنحو والصرف وينظم القصائد ويحاجج الشعراء واصحاب القرار .. لأن الجو العام مهيأ لذلك .. وفي ايامنا الحالية ايضاً قد يتعجب المتابع لأحوال الاطفال .. حيث تجد ابن 7 سنوات يستطيع تشغيل الكمبيوتر ويتكلم عدة لغات ويستطيع ضبط اعدادات الهاتف ويقلد كل الحركات بل ويتكلم بفصاحة ووقاحة احيانا.. لأن الجو مهيأ لذلك ايضاً .. اما الجيل القابع بين الماضي والحاضر – جيلنا – فهو جيل محروم .. حيث لم نشهد عصر الكتاتيب في طفولتنا لنتعلم اللغة السليمة ..وايضا لم يتوفر عند معظمنا اي وسائل تكنولوجية خلال فترة الطفولة ..فكانت حياتنا محصورة بين مطرقة الأهل الذين تعلموا علينا كل اساليب القمع والتنكيس , وسندان المدرسة التي كنا نشعر انها أحد اساليب القمع الضاغطة على اعصابنا .. قد يستطيع الطفل في هذه الايام ان يتخذ قراره بنفسه ويتمكن من اختيار ملابسه وطعامه واساليب نومه وقد يصل به الأمر ان يناقش والديه وقد يقنعهم .. ويستطيع ان يقول لأ . ويستطيع ان يرفض او يقبل اي قرار كما يشاء .. وله الحق في ان يحصل على اي اجابة على اي استفسار مهما كان الموضوع حساس .. اما في طفولتي انا وابناء جيلي – حسرة علينا – كان كل شيء مفروض ومقرر ॥وكنت انا مسير ولست مخير ॥بل كان محظورا علينا السؤال عن التفاصيل ॥ حتى المأكل والملبس كان من المقررات المفروضة ॥وستأكل العدس – غصبن عنك – وستشرب الخروع – ورجلك فوق راسك - وسيتم حلق رأسك بماكنة يدوية مغمورة بالكاز ॥ – ولو ابن ابوك قول : مابدي - لتجد ان الكاز قد امتزج بدمك ودموعك ॥ كان كل شيء ممنوع ومحظور وعيب والأسئلة ممنوعة والنقاش من المحرمات , عن جد حسرة على هيك جيل , كان وضعنا مزري فهل نستطيع اليوم ان نطالب بحقوق الاطفال بأثر رجعي ؟ افيدونا افادكم الله .

الاردن بلد الفرص العظيمة

هذه المقالة كتبتها اثناء الغربة , وسأتركها كما هي لأنها تتناسب مع الاوضاع في كل وقت وحين .
في كل مرة أنوي العودة الى الوطن , تنتشلني ايدي عابثة وتعيدني الى الغربة محمّل بالقناعات ان( وضع البلد زي الزفت ) , فأغترب مجدداً أملاً بأن يتعدل –وضع البلد – واعود من جديد لأمارس حقوقي كمواطن وليس كمغترب وعسى ذلك أن يكون قريباً । لكن ما يلفت النظر أن البلد ذاتها تعج بالخيرات , ولا يكاد شارع في العاصمة يخلو من السيارات الحديثة ..ولا يكاد بيت يخلو من كلب .. مدلل . حتى في المناطق الأقل حظاً وتجمعات محدودي الدخل فهناك العديد من الأنوف الشامخة والجباه التي تأبى السجود الا لله .. ولقرارات الحكومة ... ودعونا نأخذ جولة في المناطق الشعبية ....اي شخص يركب سيارة – منتهي تاريخها - سيحلف لك الأيمان المغلظة بأنه لايبدلها (بهمر) .. والمسألة ليست قناعة وانما قلة حيلة – وكبرة على خازوق- .. فهو منشكح لأن سيارته فيها جميع الاضافات – حسب علمه – وماتورها مبندق الماني , واقتصادية –وهذا هو الأهم – وهو جاهز لتحدي شوماخر في سباقات الفورمولا 1 لأنه واثق من سيارته أكثر من ثقته بزوجته , وعلى الأغلب سيروي لك حكايته عندما ذهب للفحص ودفعوا له مبلغ ضعف ثمنها ورفض ان يبيع .. وان كانت السيارة مرسيدس قديمة فحتماً سيشرح لك ان شركة مرسيدس بدأ يتراجع انتاجها بعد عام 84 وان كل ما هو بعد ذلك عبارة عن ( تنك ) .. ولو كنت دقيقاً في ملاحظة لغة الجسد فستعرف مدى شغف ذلك المواطن بسيارته من خلال حركات يديه المتناغمة مع تعابير وجهه محاولاً اقناعك انها السيارة الأفضل ... يعني لسه البلد بخير ! ونفس الحالة ستعاينها لو تطرقت لشخص يحمل ( الموبايل ) نفسه منذ عهد الحمام الزاجل .. ما عليك الا أن تجعله يشعر بنظرتك نحو –الموبايل الزاجل- , ليبدأ معك مشوار المدح الأزلي في شخص الجهاز .. سيحكي لك حكاية سقوط الموبايل من الطابق الرابع دون ان ينخدش , ثم سقوطه مرة أخرى في طنجرة اللحمة اثناء طبخ المنسف في احد الاعراس , وكيف استخدمه دون قصد في ضرب أحد اولاده ظاناً انه – شبشب – ولتخسأ كل الشركات المصنعة للأجهزة بعد جهاز ذلك المواطن .. فلن يستطيعوا ان ينتجول مثله .. أليس هذا مدعاة للسعادة وحب العودة للوطن ؟ وبعيدأ عن الفخر بالممتلكات دعونا نأخذ شريحة أخرى – بضم الألف - من المجتمع الأردني جعلت من القصص الخيالية مبرراً للبطالة .. ولنأخذ العينة الأولى .. لو سألنا عاطل مزمن عن العمل : لماذا لم تجد عمل حتى الآن ؟ الجواب النموذجي لمثل هذا السؤال سيكون كالتالي : (( انا مش لاقي شغل ؟ انا الشغل بيدور عليّ !! )) بس ما بدي اشتغل ..ثم يبدأ بسرد قصصه مع العروض التي كانت تهاجمه وهو نائم على فراشه ويطردها بمكنسة القش المجندلة بجانب المخدة : طلبوني شركة ( ....) وعرضوا عليّ اداوم نص نهار براتب 250 دينار , بس حلقتلهم !! وانعرض عليّ اشتغل مشرف عمّال في مصانع سحاب براتب 300 دينار بس الدوام 8 ساعات وما رضيت .. وابو فلان حكالي تعال بس اقعد بالشركة (ماكل شارب نايم ..ودخانك علينا ) وما رضيت . وكنت بدي اداوم بفندق (...) ومسؤول استقبال .. لكن حلقتلهم وما رحت عالمقابلة .. وأثناء الحديث يطلب منك سيجارة ليبرهن لك ان الطفر ضارب أطنابه ..ثم يتابع حديثه الذي لن ينتهي الا إذا رن جوالك وأنقذك المتصل من سيرة ابوزيد الهلالي .. فهل يدعي مدّعي أن وضع البلد – زي الزفت - ؟ معاذ الله .