.. رغم اني لا زلت في سن الشباب إلا أنني أدركت أذيال الأيام الماضية .. لا أدعي بأنني شاهدت ( قوس قزح بالأبيض والأسود , ولا انني عرفت البحر الميت ايام كان مريض , ( ايام زمان ) التي يتغنى بها من خط الشيب بقايا (شواربه ) .. ايام كانت النساء نساء , وكان الرجال رجال , عندما كانت المرأة ( حلّابة ولّادة , دوّاسة عتمة وطعّامة زاد ) .. كانت كل مهام البيت تقوم على عاتقها , تستيقظ عند صياح الديك الذي لا تستطيع توقيته بمزاجها ولا إخراسه من أجل ( غفوة ) فهو ليس ديك ( نوكيا ) .. تبدأ نهارها بسعادة والنشاط يملأ جنبات البيت , وتتوجه الى المطبخ دون حاجتها للوقوف 3 ساعات أمام المرآة , فيكفيها أن تتوضأ وتمسح وجهها بالرحمن ليكون أكثر إشراقا ونضارة دون استخدام ( غارني او فير آند لفلي ) , همّتها تحرك بلد ويديها التي تشققت من عمل البيت أنعم من بشرة طفل يستخدم ( فازلين جل ) , مكياجها الماء و ( مسكارتها ) كحل الحجر وخدها لا يحتاج ( كريم أساس ) ولا ( معجونة ناشونال ) , كنت اراقب أمي وهي تسخن الماء على ( البابور ) من أجل حمامي الأسبوعي يوم الجمعه , كانت تضع ملابسي في ( الطشت ) لتستفيد من الصابون والماء في ( النقع ) , وكان الغسيل يدوي لا تمسه الآلات , بينما سمعت أن هناك أمرأة تركت بيت زوجها لعدم وجود ( غسالة أوتوماتيك ) يرحم جدها اللي كان يقاتل الحمار على قشر البطيخ , كانت امي تخبز لنا كل يوم على ( الفرن ) او ( الصاج ) فيما نساء اليوم قد تنام بالجوع لو نسي المحروس شراء الخبز من الفرن الآلي , وقد نسيت أن جدها كان يحرق اصابعه ليشمّ رائحة اللحم , كانت أمي ( تنشل ) الماء من البئر , واليوم لا نشرب الماء الا من ( الكولر ) , لم تكن المرأة تخرج من بيتها إلا لتعزي قريب او تفرح لحبيب , أما اليوم فلا تجلس في بيتها الا لقضاء اربعين زوجها .. كان كل همّها أن تربي اولادها لينجبوا لها أحفادا تستمتع بتربيتهم , والمرأة اليوم قد لا ترى ابناءها بقدر ما ترعاهم ( السيرلانكية ) , ماذا عساني اقول ؟ فنحن نعيش في زمن تحول فيه كل شيء , ويرحم ايام ما كانت ( بلاك بيري , و اورانج , وأبل ) فواكه , فلا أساس للمقارنة ولا يمكن التشبيه .. فلكل مقام مقال ولكل زمان ( نساء ) .. ولو كان النساء كمثل هذه لفضلت النساء على الرجال .. فما التأنيث لأسم الشمس عيب .. ولا التذكير فخر للهلال ..
الأحد، 16 أكتوبر 2011
الجمعة، 14 أكتوبر 2011
مفهوم الإستجمام في بلدي :))
.. يعد الإستجمام من ضروريات الحياة لدى المجتمعات المتقدمة , فأنت تعمل طوال الأسبوع لتستحق يوم راحة تجلس فيه مع نفسك او مع عائلتك لتنسى اعباء الوظيفة وكدر العيش .. ورغم الظروف الاقتصادية ( المتنيلة بستين نيلة ) إلا ان المواطن الأردني يصر على نيل حقه في الإستجمام .. يوم العطلة الذي من المفترض ان ينام فيه - ولو ساعة غفوة اضافية - توقظه الزوجة وأولادها ليتبوأ مكان يستطيع حجزه في اي متنزه قبل أن يفيض الناس اليه .. وبعيدا عن تفاصيل التجهيز للرحلة والمعاناة التي سيخلقونها للشارع بأكمله .. فبمجرد وصولهم الى منطقة معينة يبدأ الإستكشاف لأختيار البقعة المناسبة لوضع الأغراض .. ومن شروط المنطقة التي يتنزه فيها المواطن الأردني ان تكون مخفية عن أنظار الناس جميعا .. وبعيدة عن الشارع .. وفيها شجر كثيف وعوائق صخرية لعدم تمكن أي شخص عابر من الإقتراب لمسافة 30 متر حول المكان المحدد .. ولا مانع من دق بطانية بين الاشجار لمزيد من الخصوصية , ثم يبدأ موّال النكد والتنغيص عند البدء بتجهيز الطعام , وبالمناسبة فإن أغلب المواطنين لا يقبلون الا بالمشاوي حتى ولو كانت ( جاج مجمد ) , ومن اسباب النكد الرئيسية .. نسيان الكبريته او الملح او جاط السلطة .. وكما يعلم الجميع فخلال النزهة لا يجوز التنقل او المشي حتى لا يتناثر التراب على الأكل ,, ولا يجوز الغناء او الرقص لأنه عيب ,, ولا يجوز ان نشعل المسجل او الراديو لأنه في ناس رح يسمعونا ويحكوا عنا مش كويسين ,, وممنوع الإقتراب او التصوير بجانب المنطقة المنوي الإقامة فيها , ويا ويله الطفل اللي بيقول ( بدي نونو ) لأنو رح يفضحنا بين الناس ومش رح نعرف نلاقي شجرة نخبي الفضيحة وراها , ويضيع وقت الإستجمام بين ممنوع ولا يجوز وعيب واقعد يا ولد واخرسي يا بنت و وطي صوتك يا حرمة ,, ثم يحين موعد الطعام ,, يأكلون ويشربون الشاي و يأخذ رب الأسرة قيلولته في الهواء الطلق مع التبليغ المسبق لكل الجالسين بأن ( الزلمة بدّو ينام ) يعني بدنا جوّ هدوء أكثر من البيت .. وبعد أن يستيقظ يبدأ مشوار ( لملمة الأغراض عالضو ) قبل مغيب الشمس , وهنا ينتهي يوم الإجازة ونكون قد حققنا الإستجمام .. ولا ننسى أن مشوار العودة الى البيت يكون حافل بالعتاب والبهدلة لكل ولد تجاوز حدود الشجرة أثناء قيلولة الوالد أو لطفل تجرأ وقفز من فوق صخرة فرحا بالحرية التي لم يراها .. وهنا يقسم رب الأسرة بأنها ستكون آخر مرة يخرج هو وعائلته من بيته الى البستان المجاور 

الاثنين، 21 مارس 2011
حالة الجو.. في الوطن العربي
.. تتوقع دائرة الأرصاد الحربية استمرار حالة الغليان والتأهب في المنطقة مع حالة من عدم الاستقرار بسبب المرتفع القمعي المتمركز فوق ليبيا , فيما تشهد العديد من البلدان العربية عواصف ثورية مماثلة مصحوبة بالرصاص أحيانا , مما يزيد من حدة العنف وتكون الفرصة مهيأة لسقوط ضحايا , أما في الشرق فيتوقع تساقط زخات متفرقة من قذائف الهاون على الميادين التي يزيد قطرها عن 2 كم مربع ..
وعن حالة الجو للساعات القادمة .. فالطقس لطيف مع رياح حريّة معتدلة السرعة في مصر , اما في تونس فيطرأ ارتفاع طفيف على درجة الحريّة ويكون الشعب هادئاً , في البحرين جوّ غائم ورياح طائفية غير مستقرة مصحوبة بدماء متفرقة في بعض المناطق , في سوريا يتوقع ان تزداد حدة المرتفع لتصبح اعلى من معدلها السنوي متأثرة بسقوط ضحايا متفرقة جنوب البلاد , اما في اليمن , فتتشكل عصابات من البلطجية في ساعات المساء لتكوّن جبهة عدائية ساخنة مع توقع سقوط ضحايا في المناطق المنخفضة مع ارتفاع منسوب الدماء ..
وبالعودة الى خارطة الاقمار الصناعية نلاحظ ان الأجواء في ليبيا تشهد غيوم سوداء كثيفة مع زخات متواصلة من الصواريخ المدعومة برياح شعبية عاتية السرعة ..
هذا وتحذر دائرة الأحوال الشعبية الأخوة السائقين من تدني مدى الرؤيا الافقية والعامودية , وتهيب بهم توخي الحيطة والحذر من القذائف الملامسة لسطحح الأرض , كما وترجو من المواطنين الشرفاء عدم البقاء في منازلهم الا للضرورة القصوى , والابتعاد عن الأخبار المحلية قدر الإمكان للمحافظة على حريتهم وحقوقهم .. ودمتم سالمين .
الاثنين، 7 فبراير 2011
ماذا بعد ميدان التحرير ؟
.. ندخل الاسبوع الثاني ولازال الشعب المصري يفترش ميدان التحرير .. فيما يقبع الرئيس المخلوع في القصرمتشبتا بما تبقى له من حق في استكمال مدة الرئاسة .. مبارك عنيد وراسه ناشف ..سيبقى ..والمتظاهرون أعند منه وسيرابطون هناك ... مصر كلها انكمشت في ميدان التحرير .. كل الاطياف توحدت في ميدان التحرير .. المسلم يحرس المسيحي واليساري يعانق اليميني .. عوض الذي كان ينام على الرصيف اصبح في مأمن فهو ينام بين اهله في وسط الميدان .. نعمات هي الأخرى بنت خيمتها مع اولادها في الميدان .. توفيق استثمر وقته واستغل الفرصة ليبيع الشاي للمعتصمين , وحسنين يبيع ساندويشات الفول فالحركة الاقتصادية نشطة في الميدان اكثر من نشاطها في البورصة .. فالطبيب يعمل والمدرس يعمل وكل وجد ضالته .. صرّحت امرأة مصرية كبيرة في السن انها ستبقى في الميدان حتى رحيل مبارك , ولو تطلب الأمر 100 عام !! يا الله !
فلنتخيل كيف ستكون الاوضاع في حال عاش الرئيس واكمل ولايته دون ان يرحل ..
سيتم تنظيم ميدان التحرير .. وتفتح فيه ممرات للمشاة .. وخيمة استقبال للضيوف المهنئين والمؤازرين .. سيكون لهم سوق خاص على طرف الميدان , وجزء من الميدان يخصص للاطفال كملعب , وقد يتبرع احدهم بتدريس ابناء المعتصمين فيفتح لهم مدرسة , وقد يعجب رامي بجارته في الخيمة المقابلة فتزف اليه في الميدان وسط المرابطين والاحباب .. وقد يتطلب الامر مزيدا من التنظيم فيتم اختيار شخص مسؤول عن المعتصمين ليتحدث بإسمهم .. فينادى به رئيسا لجمهورية الميدان .. ثم يشكل حكومة لميدان التحرير من المتواجدين .. ويتم تعيين رجال امن وحماية للتصدي للهجمات الخارجية .. سيعيش اهل الميدان حياة مستقرة ..الى ان يتم القاء القبض على وزير التموين في الميدان وهو يحاول دس وجبة كنتاكي الى خيمة اولاده .. فتقوم المظاهرات من جديد للمطالبة بمحاسبة الوزير واقالة الحكومة .. ثم يطلب المتظاهرون اسقاط رئيسهم في الميدان .. ويتم لهم ذلك .. فيما الحياة خارج الميدان تسير بشكلها الطبيعي .. وحسنى قاعد عالكرسي ..
السبت، 5 فبراير 2011
اخلعوه من جذوره ..
.. ما همّ الا همّ العرس وما وجع الا وجع الضرس ..
ضرس العقل هو الأكبر والأقوى والأكثر تأثيرا على الفك .. فهو يبرز في مرحلة انتقالية بين المراهقة والشباب , ومنذ ظهوره حتى استكمال مدة نموه يسبب المشاكل والألم .. نعتمد عليه في الطحن .. لكن اذا ما كان ضرره اكثر من نفعه فلا مناص من التخلص منه ( خلعه ) .. وحتى في خلعه من مكانه نعاني .. فهو ملتحم بالفك .. عصي على الخلع .. عنيد .. لكن كما قال المثل : (( وجع ساعة ولا وجع كل ساعة )) اخلعه واخلع وجعه معه ..سيكون عليك التغاضي عن ابرة التخدير ..تحمل وخزتها الأولى ولا تلتفت .. وحتما سنواجه الألم وستراق الدماء من اللثة والفك .. وقد يكون تأثير الوجع موصولا الى الاضراس المقربة منه .. لكنك تنشد الحرية والخلاص .. يجب ان تصمد وتثبت رجولتك .. سيحاول الطبيب بكل ما أوتي من قوة وعزم وسيستخدم العدة اليدوية .. سيضرب ويخلخل ..الى ان ينهار الضرس .. ويسقط ..ويرمى في سلة المهملات .. ستعاني بعد هذه العملية لعدة أيام .. لكن بعد ذلك ستشعر براحة تامة لأنك خلعته وخلعت وجعه معه .. وما أكبر الشبه بين ضرس العقل .. وبين رئيس دوله يلتصق في كرسيه منذ ثلاثة عقود .. فهو يحتاج اكثر من ابرة مورفين .. واكثر من ضربة في المطرقة .. وعلى ما يبدو انه بدأ يتخلخل .. وقريبا سيرمى في سلة المهملات ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)