السبت، 15 مارس 2008

الاردن بلد الفرص العظيمة

هذه المقالة كتبتها اثناء الغربة , وسأتركها كما هي لأنها تتناسب مع الاوضاع في كل وقت وحين .
في كل مرة أنوي العودة الى الوطن , تنتشلني ايدي عابثة وتعيدني الى الغربة محمّل بالقناعات ان( وضع البلد زي الزفت ) , فأغترب مجدداً أملاً بأن يتعدل –وضع البلد – واعود من جديد لأمارس حقوقي كمواطن وليس كمغترب وعسى ذلك أن يكون قريباً । لكن ما يلفت النظر أن البلد ذاتها تعج بالخيرات , ولا يكاد شارع في العاصمة يخلو من السيارات الحديثة ..ولا يكاد بيت يخلو من كلب .. مدلل . حتى في المناطق الأقل حظاً وتجمعات محدودي الدخل فهناك العديد من الأنوف الشامخة والجباه التي تأبى السجود الا لله .. ولقرارات الحكومة ... ودعونا نأخذ جولة في المناطق الشعبية ....اي شخص يركب سيارة – منتهي تاريخها - سيحلف لك الأيمان المغلظة بأنه لايبدلها (بهمر) .. والمسألة ليست قناعة وانما قلة حيلة – وكبرة على خازوق- .. فهو منشكح لأن سيارته فيها جميع الاضافات – حسب علمه – وماتورها مبندق الماني , واقتصادية –وهذا هو الأهم – وهو جاهز لتحدي شوماخر في سباقات الفورمولا 1 لأنه واثق من سيارته أكثر من ثقته بزوجته , وعلى الأغلب سيروي لك حكايته عندما ذهب للفحص ودفعوا له مبلغ ضعف ثمنها ورفض ان يبيع .. وان كانت السيارة مرسيدس قديمة فحتماً سيشرح لك ان شركة مرسيدس بدأ يتراجع انتاجها بعد عام 84 وان كل ما هو بعد ذلك عبارة عن ( تنك ) .. ولو كنت دقيقاً في ملاحظة لغة الجسد فستعرف مدى شغف ذلك المواطن بسيارته من خلال حركات يديه المتناغمة مع تعابير وجهه محاولاً اقناعك انها السيارة الأفضل ... يعني لسه البلد بخير ! ونفس الحالة ستعاينها لو تطرقت لشخص يحمل ( الموبايل ) نفسه منذ عهد الحمام الزاجل .. ما عليك الا أن تجعله يشعر بنظرتك نحو –الموبايل الزاجل- , ليبدأ معك مشوار المدح الأزلي في شخص الجهاز .. سيحكي لك حكاية سقوط الموبايل من الطابق الرابع دون ان ينخدش , ثم سقوطه مرة أخرى في طنجرة اللحمة اثناء طبخ المنسف في احد الاعراس , وكيف استخدمه دون قصد في ضرب أحد اولاده ظاناً انه – شبشب – ولتخسأ كل الشركات المصنعة للأجهزة بعد جهاز ذلك المواطن .. فلن يستطيعوا ان ينتجول مثله .. أليس هذا مدعاة للسعادة وحب العودة للوطن ؟ وبعيدأ عن الفخر بالممتلكات دعونا نأخذ شريحة أخرى – بضم الألف - من المجتمع الأردني جعلت من القصص الخيالية مبرراً للبطالة .. ولنأخذ العينة الأولى .. لو سألنا عاطل مزمن عن العمل : لماذا لم تجد عمل حتى الآن ؟ الجواب النموذجي لمثل هذا السؤال سيكون كالتالي : (( انا مش لاقي شغل ؟ انا الشغل بيدور عليّ !! )) بس ما بدي اشتغل ..ثم يبدأ بسرد قصصه مع العروض التي كانت تهاجمه وهو نائم على فراشه ويطردها بمكنسة القش المجندلة بجانب المخدة : طلبوني شركة ( ....) وعرضوا عليّ اداوم نص نهار براتب 250 دينار , بس حلقتلهم !! وانعرض عليّ اشتغل مشرف عمّال في مصانع سحاب براتب 300 دينار بس الدوام 8 ساعات وما رضيت .. وابو فلان حكالي تعال بس اقعد بالشركة (ماكل شارب نايم ..ودخانك علينا ) وما رضيت . وكنت بدي اداوم بفندق (...) ومسؤول استقبال .. لكن حلقتلهم وما رحت عالمقابلة .. وأثناء الحديث يطلب منك سيجارة ليبرهن لك ان الطفر ضارب أطنابه ..ثم يتابع حديثه الذي لن ينتهي الا إذا رن جوالك وأنقذك المتصل من سيرة ابوزيد الهلالي .. فهل يدعي مدّعي أن وضع البلد – زي الزفت - ؟ معاذ الله .

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أسلوبك ناقد ساخر رائع اتمنالك التوفيق و كلامك سليم إلا إذا بدي أخالفك بمسألة إنه الأردن بلد أصبح حاليا لرؤوس الأموال اللي كانت سبب في انتقال الأردن من زمن الطبقات إلى زمن الطبقتين طبقة فوووووووووق طبقة تحت ومع ذلك كلامك ومقالك ما زال صائب في موضعه تماماً المواطن الأردني بمختلف الأصول هو إنسان ﻻيجيد سوى إدارة شركات !! وﻻ يجيد سوى الجلوس على كررسي بلجتس غير هيك الله يسهل لكل فرصة عمل إلى أن يصل لمرحلة الشحدة ربما يفكر إنه يشتغل بياع كعك !!

مع تمنياتي لك بالتوفيق في غربتك سواء في الداخل أو في الخارج شخص بحمل أفكارك هو غريب
محمد مصطفى

shalhoob يقول...

اشكر مرورك ..
بس اللي قاهرني بالبلد ان المواطن لسه بيحب الكبرة على خازوق..
يعني قد ما يكون الواحد ماكل هوا ..بتلاقيه بيعرط وبينفش بحاله
الله لا يبتلينا

غير معرف يقول...

مع احترامي لكاتب المقال. يبدو انه مش مصحصح كثير .ونسي ليش ترك بلده واتجه لبلاد الغربة .وربما افنى شبابه هناك حتى عاد كهلا ولم يبق من طموحه سوى الجلوس هادئ البال. والجيبه مليانه الله يديمها . ونسي انه يحتاج المواطن الان ثلاث اضعاف راتبه الحالي. علشان يدفع 65%منه ضرائب للبير المخزوق.