.. لن أحدثكم عن صوبات الغاز والكاز , ولا المكيفات ولا صوبات البواري ولا عن أزمة المواصلات ولا ( مزاريب ) الجيران .. لكن استغل فرصة الصقيع بالعودة الى ذكريات الطفولة , حيث كانت درجات الحرارة - بل البرودة- تقل عن الصفر .. فكما تعلمون كانت البركة في كل شيء حتى ( البرد ) كان مضاعفا , وأكثر ما يعلق في ذاكرتي أن أمي - الله يحفظها - كانت تخاف علينا من البرد فتحشو أجسادنا بما تكدس من ملابس كانت مخزنة في ( المخدات ) وفوق الخزانة وأماكن أخرى ( بضم الهمزة) فكان الطفل احيانا لا يستطيع ضم ذراعيه الى جسده لكثرة ما تحت ابطيه من ( كنزات) ..وكانت الظاهرة المشتركة و المنتشرة بين الأطفال في تلك الحقبة هي وجود سوائل تتدلى من ( المناخير ) على مدار اليوم , ولم تكن المناديل الورقية والمحارم المعطرة منتشرة كثيرا , فهي منتجات خاصة بأبناء الذوات , فكانت أكمام ( البلوزة) هي المنقذ الوحيد لتجفيف منخارك قبل أن يلمحك أحد أبناء جيلك وينعم عليك بلقب ( أبو بربور ) , وكانت المصيبة الأعظم أن ( الكم ) قد لا يساعدك لفترة طويلة فتضطر لثنيه أكثر من مرة الى أن تصبح البلوزة ( نص كم ) , أما في أيام الصقيع والبرد القارص ( المربعانية ) فكان الكم يأبى الإنحناء ولا تستطيع ثنيه الا بتكسير طبقة زجاجية تشكلت عليه من تفاعل السائل مع الجو ..فإذا ما مسحت منخارك للمرة الثانية فربما تجرح نفسك بالسائل المتجمد .. عندما كبرنا قليلا واكتشفنا ( فاين ) لم نعد نستخدم أكمام البلايز , لكن بقيت المشكلة في السائل المتدلي , فهو يتجمد عند طرف المنخار في ايام الصقيع , وقد يحتاج الأمر لتوزيع ( كماشة ) مع كل عبوة مناديل , وكما قال البائع في سوق الجمعه : فرررررررح برابيرك بفاين :))
الأحد، 27 نوفمبر 2011
الأربعاء، 16 نوفمبر 2011
التبوّل الإرادي ...
.. نعم عزيزي القارئ , فالعنوان صحيح تماما .. وانا اقصد التبوّل مع سبق الإصرار والترصد وليس التبول اللا إرادي .
ولتعريف العنوان ينبغي أن اوضح بعض الأمور ..
فقد كنت اعيش طفولة تعبق برائحة الملوخية , داخل غرف ( الوكالة ) المتراصة في احد المخيمات ..
وغرف الوكالة لمن يجهل ما هيتها , هي مكعبات اسمنتية انشأتها وكالة غوث اللاجئين على عجل لتملأها في يوم وليلة
بما جادت به بنادق الإحتلال من تهجير وتشريد لأهالينا في فلسطين ..
كانت كل اسرة تحصل على ( قطعة ) 100 متر مربع , تقام عليها غرفتين متلاصقتين أحداهما للأبوين من اجل انتاج الأولاد والأخرى لباقي افراد الأسرة من شتى الأصول والمنابت , وفي الجهة المقابلة غرفة اضافية يتم استخدامها كمطبخ وغرفة عمليات وغرفة تخزين وغسيل وتحميم اولاد وما يلزم غير ذلك .. وفي الزاوية المتبقية يتربع الحمام وكنا نطلق عليه اسم ( بيت الخارج ) لأنه خارج نطاق البيت كليا , وهذا ما يسمى في لغتنا العامية ( غرفتين ومنافعهم ) ..
حين كنت طفلا, كانت هذه دنيتي , اتنفس فيها والعب فيها وآكل وأشرب فيها , لم اعرف عالما أكبر من المخيم ولا دنيا اكبر من قطعتنا ( الغرفتين ومنافعهم ) .. وكانت المسافة من الغرفتين الى الحمام او المطبخ كفيلة بجعلنا نقيم سباق ضاحية مصغر .. فهي بالنسبة لنا مسافة طويلة , وفي الفترة التي لم يكن فيها بعد اعمدة انارة في شوارعنا , كانت الأسقف والبيوت ( المطبوقة ) غير متعارف عليها , فالقمر هو سراجنا اذا ما انطفئ ( الفانوس ) , ولا مجال لحمل الشمعه في اوقات الشتاء لأنها لن تصمد بعد فتح الباب , وأشير هنا الى أنني سأعترف بسرّ اخفيته طوال تلك الفترة .. وهو انني حين زارنا احد الأقارب اسرفت في شرب الشاي مساءً , ولم اعمل بنصيحة امي ولم اكترث بنظراتها التي تشير لي بعدم التمترس امام ( ابريق الشاي ) , وجاء الليل باكرا في ذلك الوقت العاصف .. فاستلم كل فرد فراشه وبدأنا مراسم النوم ,, بعد ساعات شعرت بالرغبة في دخول الحمام , يا للهول !! , الكل نائمون وانا ( أتعصّر ) ولا مجال للوصول الى غرفة الوالدين , حاولت فتح باب الغرفة الوحيد والذي يطل على ( حوش الدار) واسترقت النظر وانا ارتجف خوفا من الظلام والبرد معا , فزاد رعبي من خيال قطة تقف على سطح المطبخ , ثم سمعت صوت بوم يزعق , وهناك صوت باب يتأرجح مع الريح .. واختلطت الأصوات في رأسي ولم اعد قادرا على الخروج , فقد عزمت على الرجوع الى فراشي والإستسلام للقدر , وبالفعل غطيت نفسي جيدا , وأغمضت اجفاني , وارتخيت قليلا . ثم شعرت بدفء تحت البيجاما , وما هي الا لحظات حتى غبت في سبات عميق أوصلني الى الصباح , وبدأ الديك بالصياح .. وسكت شهريار عن الكلام المباح ..
وللحديث بقية :)
السبت، 5 نوفمبر 2011
احتفالا بميثاق الشرف ..
.. لزواج قريب , لطهور حفيد , لعودة مسافر , لفوز مرشح , لتعافي عجوز , لنجاح فحص بول , لفوز فريق اسباني , لموت يهودي , لولادة نعجة , صلحة بين عشيرتين, رجوع التيار الكهربائي , وصول بكم العلف , نجاح طفل في الصف الأول بمعدل 65% , سقوط خزان ماء عن سطح عمارة دون حدوث اصابات , ترقية في وظيفة , لقب فخري بلا راتب ,, كل هذه المناسبات وغيرها كفيلة بإحداث جبهة من ( اطلاق الرصاص الحي ) في محافظتنا العزيزة .. كيف لا ونحن شعب يحب ( العرط ) ولو على ( خازوق ) .. وقد يقترض احدنا المال ليشتري العتاد فيما لا يجد اهل بيته رغيف الخبز احيانا .. لا يهمنا ان كان في الجوار طالب يدرس ليلة الامتحان , ولا نحسب حساب طفل نام للتوّ بعد ان جاهدت أمه ليغمض اجفانه , لن يضيرنا اذا كان بيتنا بجانب مستشفى , وسنتغافل ان كان في الحي المجاور بيت عزاء , قد نوقظ البلد بأكملها في لحظة جنون عابرة .. وليسقط الرصاص الطائش اينما شاء ..
حاول زعماء القبائل وكبار البلد بتوجيه من المحافظ أن يوقفوا هذه العادة القاتلة , وذلك بعد أن امتنعت بعض الدول من ارسال طائراتها من فوق تلك المحافظة نظرا للأطلاق العشوائي وغير المسؤول في تلك الأجواء المشحونة بالفرح القاتل .. عدة محاولات بائت بالفشل , وبعد اصرار عنيف وجهد جهيد تمكن مدير الأمن والمحافظ من جمع كبار البلد والمخاتير وابلغهم بأن هناك ( وثيقة شرف ) سيتم التوقيع عليها ليلتزم جميع الأطراف بالتهدئة و التوقف عن العبث بالسلاح ..
ولأول مرة في تاريخ المحافظة يوافق الجميع على هذه الوثيقة .. ويقسم الجميع على الإلتزام وتبليغ ابناء البلد بما تم الاتفاق عليه , بعد ذلك يقوم الحاضرون بتوقيع المعاهدة ويسلمون على بعضهم البعض , ثم يخرج كبيرهم الى الشرفة ويسحب مسدسه ويطلق وابل من العيارات النارية احتفالاً بهذه المناسبة ..
الخميس، 27 أكتوبر 2011
بين رقيب وعقيد .. ضاعت المبادئ
.. جلعاد شاليط , ليس رجل بألف رجل , ولا رأسه فوق النجوم , فهو لم يحمل على كاهله اية نجوم او تيجان , بل كان برتبة رقيب او ما يعادلها , تم أسره في ارض المعركة , واقتضت قوانين الشرف أن يتم التعامل معه حسب الطريقة الاسلامية والدولية التي تنص على معاملة الأسرى بالرفق واللين , خمسة سنوات امضاها في الأسر كضيف حلّ على عربي أصيل . فنحن العربان أهل الكرم والجود .. جارنا ما يخاف ولو كان يهودي , كان يشرب قهوته وكأنه على شرفة بيته ويقرأ الصحيفة اليومية كما لو كان مديرا في دائرة حكومية , لم نسمع أن أحد قد شتمه او تعرض له بالذم والتحقير, ولم يشتكي من محقق يبتزه بقصص تمس شرفه او سيرة ( امه ) , لم يتم صفعه ولا اقحام عصا في (... ) , لم يتم تعليقه على شبك السجن ولا تسلى افراد الشرطة بمحاولة جلوسه على زجاجات فارغة , أمضى خمسة سنوات من خدمته في حضانة اهل غزة وتم ترفيعه الى رتبة اعلى , حتى انه عند اطلاق سراحه كان في افضل احواله , فقد كان يلبس زيه العسكري ( مغسول ومكوي ) , و ( حالق ) لحيته و(مزبط حاله عالآخر).. وعلى النقيض من ذلك , تابعنا ما يستفز المشاعر ويدمي القلب من همجية أولئك الذين اقتادوا زعيمهم نحو المذبح .. فما هو الذنب الذي استحق عليه مثل هذه الإهانة ؟!! وما حجم ذنوبه مقارنة مع زعماء لا زالو على كراسيهم ؟؟ انا لست في موقف دفاع عنه ولا اقف ضده , لكن ما تم عرضه من مقاطع استفزتني وآذت مشاعر الأمم .
فهو لم يحتل أرضا ولم يهدم بيتا ولم يقتل عجوزا ولا طفلا , وحتى ان كان قد امر جنوده بالتصدي للثوار , فهو يعلم انها مؤامرة غربية مدبرة ومن حقه الدفاع عن نفسه .. ولا ألومه بما فعل .. فأنا على يقين ان اي شخص في مكانة اقل بكثير من مكانته كان ليفعل اكثر من ذلك .. فلو كنت انت ( لست رئيسا ولا وزيرا ) بل مختارا لعشيرة , وخدمت ابناء عشيرتك ما يزيد على عشر سنوات بكل ما تملك من امكانيات ثم قام عليك بعض ابناء العشيرة الذين لم يعرفوا قدرك .. ما كنت لتفعل بهم ؟؟
وعن ما يقال عن فساد ابناءه .. انظروا الى ابناء المسؤولين الذين لم يرتقوا الى منصب رئيس .. حتى ان ابن مدير قضاء قد يفعل اكثر من ( هانيبعل ) مستندا الى مركز والده .. الفساد موجود في كل زاوية .. عند ابناء القذافي كما عند ابناء من يطبقون الشريعه الاسلامية .. ومهما كان الفعل مخزيا والذنب عظيما .. فهذا لا يعطي مبررا لأي انسان على وجه الأرض ان يصفع زعيم ثورة ويقحم العصا في (... ) ..
وإن كان العالم كله قد انتظر سقوط القذافي , فطريقة التعامل معه جعلت منه بطلا اسطوريا وحوّلت الثوار في نظر العالم الى أوباش ..
فهل نحن عرب وندعي تطبيق الشريعة الاسلامية يا شيخ عبدالجليل ؟؟ الم يستحق العقيد معاملة - على الأقل - مثل معاملة الرقيب ؟؟ أم ان كرامتنا قد امتهنت ولم نعد نرحم عزيز قوم ذلّ ,, لقد بدأت اخشى من المستقبل , أخاف من ابنائي بعد اربعين عاما أن يطبقوا عليّ مبادئ الثوار فيصفعوني ويقحموا العصا في مكان محظور , ثم يدفنوني في الصحراء .. تفو على هيك مبادئ .
السبت، 22 أكتوبر 2011
دولة فيسبوك ستان
.. قد تكون الدولة الوهمية الوحيدة التي يقترب عدد سكانها من عدد سكان الصين !
لكن لو تأملنا في ( حيطانها ) وجوانبها لرأينا أنها دولة تقرّب البعيد وتبعد القريب ..
ولا نجزم بأنه يحدها من الشرق السماعات ومن الغرب الطابعه ومن الشمال السكانر و من الجنوب الكاميرا
لأنها دولة ليست محصورة بشاشة ( الكمبيوتر ) ولا تعرف الحدود , سقف الحرية فيها أعلى من الشمس ,
وتقبل كل من يأتي لاجئا اليها , وتقبل الازدواجية -ليس فقط بالجنسية - بل بالجنس والإسم وكل المعلومات
قد تصدر لك أكثر من حساب , وتستطيع التجول فيها دون جواز سفر , يتساوى على جدرانها الكبير والصغير
الحقير والأمير الغني والفقير , تستطيع أثناء تجوالك في دولة ( فيسبوكستان ) أن تلتقي بكل المشاهير والعظماء
بعيدين عن الحرس والمراسم , قد تلقي السلام على امير وتصبّح على رئيس دون تحفظ منه بالرد عليك , قد تدخل وتشارك في صفحة اعظم زعماء الدول دون الحاجة الى اذن مسبق , لن يمنعك رجال الحسبة من نشر اعلاناتك , ولن تطلب منك امانة العاصمة أن تزيل صورك عن ( الحيطان ) , ليس هناك وقت محدد لدخولك او خروجك , فأنت مرحب بك اينما كنت وحتى لو كنت مواطنا في دول أخرى مثل ( تويتر ) وغيرها , كل الأخبار تصلك وانت في مكانك , ولك أن تختار منها ما يناسب مزاجك .. لا فرق فيها بين ابيض وأسود , ولا بين مسيحي ومسلم ولا بين سني وشيعي , السلاح الوحيد المسموح به هو ( الكلمة ) , ليس فيها أحكام عرفية , ولا قوانين طوارئ ولا ( بلطجية ) ولا ( مرتزقة ) ولا ( شبيحة ) ولا حتى ( فلول ) لأي نظام سابق .. ليس فيها مكاتب تحقيق , بل ان المواطن هو الذي يبادر فيها بالإعتراف بكل ما اقترف خلال يومه , حتى انك قد تكتب في ملفك بأنك نظفت اسنانك او تغديت ( منسف ) مرفقا الصور التي تثبت اعترافاتك .. ليس فيها دوائر حكومية ولا طوابير , فمتى تم دخولك الى صفحتك تستطيع البدء بمعاملتك وانهاءها لوحدك وعلى طريقتك الخاصة دون الحاجة لأخذ رقم وانتظار دورك على ( الكيبورد ) , دولة مسالمة لا تعلن الحرب على أحد وترفض كل شخص خارج على قوانينها ومبادئها , حتى ان العنصر غير المرغوب به يمكن أن يتم اغلاق ملفه لو طلب الشعب ذلك في تقرير بسيط , فيسبوكستان دولة تساعدك على صلة الأرحام , فأنت تزور كل أقاربك في لحظات حتى لو كان كل واحد في بلد .. فلست بحاجة الى ( نتع ) بكسة تفاح و 3 كيلو موز لزيارة بيت اختك .. يكفي ان تدخل الى صفحتها وتكتب ( هاي ) وقد تفي بالغرض .. حتى أن الفيسبوك لن ينتظر حضرة جنابك , بل سيعرض لك كل يوم مجموعة أسماء قد ترغب ( بالتصبيح عليهم ) أو حتى نكزهم .. مذكرا إياك بأنك تعرفهم من ايام الدراسة , ومن الحواري القديمة ,, فيسبوكستان دولة فاضلة تستحق الحفاظ عليها من (www ) وحتى ( com ) وأن لا نسمح لحلف الناتو والقوى الغربية بتدميرها , حتى وإن كنا نعلم أنهم من صنعوها , فيسبوكستان عزيزة على قلوبنا فلنفديها ( بلايكاتنا ) طول العمر ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)